اكتشاف "كهوف البهاليل" يغري السياح الأجانب بالأطلس المتوسط
اكتشاف كهوف البهاليل يغري السياح الأجانب بالأطلس المتوسط
على سفوح جبل كندر، بالأطلس المتوسط، ترقد قرية البهاليل المتراصة منازلها الملونة، منتشية بمنابعها العذبة ووادها اجاي، الذي تزين ضفتيه البساتين الخضراء الممتدة على أفق البصر.
سكان قرية البهاليل، الكائنة على بعد خمس كيلومترات من مدينة صفرو، أناس بسطاء طيبون، يرحبون بالزوار ويدعونهم بكل عفوية لاكتشاف معالم قريتهم، وخاصة كهوفها التي لازالت الكثير من الأسر تتخذها مسكنا لها، بينما البعض حولها فضاء خاصا بإيواء المواشي أو لتخزين المنتجات الفلاحية.
كهوف لسكن الفقراء
يبلغ عدد الكهوف بقرية البهاليل 130 كهفا تستغل منها 65 كهفا في السكن من طرف الأسر المعوزة على الخصوص؛ غير أن أغلبها لم تعد كما كانت عليه من قبل مكشوفة للعيان، بعد أن عمد مالكوها إلى إقامة منازل من الإسمنت المسلح فوقها، دون أن يتخلوا عنها، فهم لازالوا يخلدون إليها للراحة، صيفا وشتاء، نظرا لكونها تتميز بالبرودة عندما ترتفع درجة الحرارة، وتصبح دافئة حين يشتد البرد وتغطي الثلوج قمم الجبال التي تطل على القرية من أفقها البعيد والقريب.
ارث تاريخي مزار للسياح
رغم أن الفقر سبب إقامة أغلب العائلات في كهوف قرية البهاليل، أو بهاء الليل كما يحلو لسكانها أن يسموها، إلا أن الإقبال المتزايد للسياح الأجانب على هذه القرية الأطلسية دفع ساكنتها إلى التشبث بها أكثر من أي وقت مضى، كما هو حال محمد الشرايبي، المرشد السياحي الذي حول كهفه إلى مصدر للرزق بعد أن قام بترميمه وتأهيله، وجعل منه دارا للضيافة يستقبل فيها السياح من مختلف بقاع العالم.