صفرو التاريخ
صفرو التاريخ
بتاريخها الضارب في القدم ورصيدها الثقافي المادي واللامادي، وموقعها في بوابة الأطلس المتوسط ،تعتبر مدينة صفرو المدينة الألفيــــة ،خزانا ثقافيا وتراثيا بامتياز، ليس فقط على الصعيد المحلي والوطني، وإنما على المستوى العالمي، حيث ويبدو ذلك جليا من خلال توظيف الثقافة لخدمة السياحة سواء تعلق الأمر بالمكون المادي أي الرصيد المعماري الأصيل الذي تزخر به المدينة القديمة كالأبواب والأبراج والأسوار وموقـع القلعـة والذي تم تصنيفــه في العشرينيــات من القرن الماضي تراثا وطنيا ولا زالت هذه المعالم شاهدة على العمق التاريخي للمدينة حيث تشكلت عبر تاريخها من نواتين أساسيتين المدينة والقلعة
و اقترن ذكرها لدى المغاربة بالفاكهة الحمراء الشهية، والتي هي بمثابة بطاقة هوية لدى سكان مدينة يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن السابع الميلادي، واشتهرت باسم "حديقة المغرب" عند الفرنسيين الذين اختاروا لها هذا الاسم بعدما سلبهم سحر طبيعتها وعيونها الدافقة السخية وأشجارها الوارفة وشلالها الغزير، وأطلق عليها اليهود الذين عاشوا وتعايشوا فيها لقب "أورشليم الصغيرة" بفضل موقعها الاستراتيجي الذي بوأها أن تكون محطة رئيسية للقوافل التجارية بعد أن استقر فيها بعض التجار اليهود، والذين كانوا قد جاءوا من واحات الجنوب المغربي، فشيدوا فيها ملاحاً ما زال قائما إلى يومنا هذا وأقاموا المرافق التجارية. وهكذا، ازدهرت فيها الأنشطة الاقتصادية طيلة ما يزيد عن قرنين ونصف القرن.
تاريخياً، حملت صفرو صفة المدينة قبل أن تحملها فاس، استنادا الى مقولة المولى ادريس الثاني حينما أعطى انطلاقة بناء العاصمة العلمية "سأرحل من مدينة صفرو إلى قرية فاس فور انتهاء الاشغال"
الخصائص الجيولوجية
تقع مدينة صفرو داخل منخفض بقدم الأطلس المتوسط الشمالي الأوسط على ارتفاع يتراوح ما بين 804 م فوق سطح البحر بحي السلاوي و848م بالمدينة الجديدة، ويتميز هذا الموقع بطبوغرافية متدرجة، يغلب عليها الانكسار، الذي يسمح بممرات مائية منها واد أكاي، وبعض الشعاب بالجهة الغربية والجنوبية الغربية والجنوب، وتحيط بالمدينة كثل جبلية بالغرب (مرتفع سيدي بوسرغين)والجنوب، ( جبل الكبير بارتفاع يصل إلى 1000م)، و الغرب، (جبل الدكارات بارتفاع 1156م) ، والشرق (مرتفع تريالة ب 902م ).
ويتميز هذا الموقع بممرات للعبور بين الجبال والهضاب، أهمها ممران ينفتحان من الشمال على هضبة سايس في اتجاه مدينة فاس، ومن الجنوب على طريق الصحراء الشرقية، ونحو ملوية، الأمر الذي عزز الوظيفة التجارية لمدينة صفرو، وجعلها نقطة التقاء ومركز تجاريا منذ القديم.
أما البنية الجيولوجية فتتسم بالانتشار الواسع للصخور الكلسية-الدولوميتية المتموضعة فوق صخور الدوليريت والصلصال المنتمية للبيرموترياس. وللصخور الدولوميتية أهمية هيدروجيولوجية، تتمثل في كونها منفذة للمياه، وتشكل فرشة مائية، الأمر الذي ساعد على تخزين المياه وتموين العديد من العيون والمجاري المائية، ومن أهمها واد أكاي، الذي يمر وسط المدينة من الغرب نحو الشمال الشرقي.
الخصائص الطبيعية والمناخ
المناخ
ويُعرف مناخ مدينة صفرو بطابعه المتوسطي ذي التأثير القاري، يتسم بأمطار عاصفية موسمية خاصة في فصل الخريف والربيع، ويصل المعدل السنوي للتساقطات إلى حوالي 540 ملم. أما عدد الأيام المطيرة فتتراوح ما بين 57 و70 يوما. كما يتميز مناخها أيضا بحرارة منخفضة شتاء قد تصل إلى 4,5°، ومرتفعة نسبيا صيفا، إذ تفوق 39°درجة.
كما تعرف المدينة أيضا رياحا حارة وجافة في فصل الصيف، تهب نحو الشمال والشمال الشرقي. أما الثلوج فلا تسقط إلا نادرا، وإن كانت قد تقلصت كميتها في العقدين الأخيرين.
الموارد المائية
لقد مكن موقع المدينة وتكوينها الجيولوجي ومناخها من موارد طبيعية متنوعة، أهمها الثروة المائية الجوفية والسطحية، وترجع وفرة المياه إلى وجود واد "أكاي" ذي الصبيب الدائم الذي يتراوح بين 400 و 600 ل/ث
قطاع الخدمات و التجارة
يمثل قطاع الخدمات نسبة مهمة من البنية الاقتصادية للمدينة تقدر بحوالي 53% ، ويتشكل على الخصوص مهن التجارة والنقل والمواصلات والإدارة العمومية، ناهيك عن أنشطة القرب التي تلبي الحاجيات اليومية للسكان في مجالي التجارة والخدمات العادية .
قطاع الصناعة
مدينة صفرو تتوفر على حيين صناعيين اثنين بمساحة إجمالية تناهز 12 هكتارا. إلا أن نسبة نمو القطاع الصناعي لا زالت متواضعة. حيث يشكل هذا القطاع نسبة 14 % تقريبا من مجموع الأنشطة. ويتميز بهيمنة أنشطة معاصر زيت الزيتون بالإضافة إلى معامل الألبسة والجلد و مواد البناء .
القطاع السياحي
مقومات سياحية مهمة تتمثل في المؤهلات التاريخية والثقافية والبشرية والطبيعية:
النسيج العتيق : المدينة العتيقة. حي القلعة .الأضرحة و الزوايا.. الأبراج والأسوار و الأبواب التاريخية.
المعالم البيئية و الايكولوجية : الحدائق و الشلالات مسارات جبلية .
بعض المرافق: الفنادق ودور الضيافة.
صور
قطاع الصناعة التقليدية
يعتبر قطاع الصناعة التقليدية أحد الركائز الأساسية داخل النسيج الاقتصادي ببلدية صفرو، ويتكون من وحدات فنية وخدماتية، يناهز عددها 2120 وحدة، بنسبة 46,90% من مجموع الوحدات الإقليم، ويُشغل ما يقارب 5000 حرفيا، يمثلون نسبة تناهز 62,50% على صعيد الإقليم.
من خلال الإحصائيات المتوفرة لدى المندوبية الإقليمية للصناعة التقليدية بصفرو، فإن مدينة صفرو تتوفر على 46 حرفة.
صور
القطاع الثقافي
التجهيزات التقافية:
الخزانة البلدية قاعة الندوات والأنشطة الثقافية.
المعهد البلدي للموسيقى.
قاعة متعددة الاختصاصات.
الأنشطة الثقافية:
مهرجان حب الملوك: من أقدم المهرجانات السياحية بالمملكة، يعود تاريخ إحداثه إلى سنة 1919 ، وبذلك يمكن القول أنه صار موروثا شعبيا مشتركا على الصعيد المحلي والوطني.
تم إدراجه من طرف منظمة اليونسكو ضمن لائحة التراث الثقافي لامادي للإنسانية في دجنبر2012.
الملتقى الثقافي لمدينة صفرو: يتناول مواضيع مختلفة ترتبط بالتنمية المحلية للمدينة ومنطقتها . وقد حافظت هذه التظاهرة الثقافية على استمراريتها مند 1987.بحيث توثق أشغالها في كتب أصبحت مرجعا للباحثين والمهتمين.