صفرو.. مدينة الجمال المغربي
على سفح الأطلس المتوسط، تتموقع مدينة صفرو المغربية، عاصمة الجمال أو على الأقل المدينة التي تتغنى به، عبر مهرجانها السنوي الذي يضرب بجذوره في عمق تاريخ الساكنين فيها، حيث تعود بداياته الأولى إلى سنة 1919.
اقترن ذكرها لدى المغاربة بالفاكهة الحمراء الشهية، والتي هي بمثابة بطاقة هوية لدى سكان مدينة يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن السابع الميلادي، واشتهرت باسم "حديقة المغرب" عند الفرنسيين الذين اختاروا لها هذا الاسم بعدما سلبهم سحر طبيعتها وعيونها الدافقة السخية وأشجارها الوارفة وشلالها الغزير، وأطلق عليها اليهود الذين عاشوا وتعايشوا فيها لقب "أورشليم الصغيرة" بفضل موقعها الاستراتيجي الذي بوأها أن تكون محطة رئيسية للقوافل التجارية بعد أن استقر فيها بعض التجار اليهود، والذين كانوا قد جاءوا من واحات الجنوب المغربي، فشيدوا فيها ملاحاً ما زال قائما إلى يومنا هذا وأقاموا المرافق التجارية. وهكذا، ازدهرت فيها الأنشطة الاقتصادية طيلة ما يزيد عن قرنين ونصف القرن.
تاريخياً، حملت صفرو صفة المدينة قبل أن تحملها فاس، والتي ستصبح بعد ذلك عاصمة مملكة المولى إدريس، والذي شاع عنه أنه قال "سأرحل من مدينة صفرو إلى قرية فاس". تكتسي المدينة في مهرجانها السنوي طابعاً خاصاً احتفاء بالتقليد الذي ارتبط اسمه بحب الملوك، والذي تم الاعتراف به كتراث إنساني غير مادي بحسب منظمة اليونسكو.
تتزامن الاحتفالات فيها مع نهاية موسم قطاف فاكهة الكرز، وقبل المهرجان بأيام قليلة يتم اختيار ملكة الجمال لثمرة الكرز،
وتقول الرواية الشفوية لسكان المنطقة إن اختيار ملكة جمال حب الملوك كان يتم قديماً بمشاركة نساء من كل الجنسيات، مسلمات ويهوديات ومسيحيات، وكان الانتقاء يتم بناء على مبدأ التناوب بين فتيات الديانات الثلاث
: الكاتب