من التراث الصفريوي المنسي
يتذكر أهل القلعة عندما بدأت ساعة الحاج عزّوز تنفلت من الدقة والرزانة، لم يجد بُدّا من الذهاب عند پِنْحاس اليهودي ليستشيره في الأمر.
- قُل غِيرْ صْبَاحْ الخِير ألمْعَلّم پِنْحاس/Pinhas.
- شَالُوم شَالُوم عَلَخِيم.
- سَقْصِيت عْلِيك وَلْد اخْتَك البَارَح قَالّي بَاللّي كُنْتِي مْصَهّط فَ الفْرَاش.
- نْعَبّي بَاشَك، الدّحّايَة كَانت كتْعَبّينِي، مَا نْفَعْنِي مْعَهَا هِير وَاحْد الدّقَة دِي مْخِينْجَة مْعَ الروح دِي طَاكّوك عَصّبْت بِها جْبَهْتِي....
تابع الحاج عزوز بطريقة تتراوح بين الجد والهزل:
- دَاك الشّي عْلاَش قُولّي وَجْهَك مَخْطُوف... مَاشِي غِير مَخْطُوف، وَلّى صْفَر بْحَال الطُّوبَة دَ الكْبْرِيت. وَعْوِينَاتَك خَارْجِين بْحَال شِي فْوِيّر يَلاّه شَدّاتُو المْصِيدَة... سُبْحَااااان مُبَدّل الْأحْوَال، بْقى فِيك غِير قْفِيفَة دَ العْظَام السّي بِّينْحاس.. هههه.
- لَوَاه زَدْتِي فِيه الشّي عَجُّوج، وَالله أنْتَ حَتى تْشِيفْط بْنَادَم فَاتَارَاس القْبَر.
- لُو كَان شَفْتِي انْتَ ألسّي پِنْحاس... أنْت رَاك وَالله حَتّى تْرَد الوَاحَد طَحْكَة؟
- لْهْلا يْنْجّل عْلِينَا بَاطَل!
- صَافِي انْسِيتِي خْلاص أش عْمَلْتِي فِيّ دَاك النْهَار فَاش رَزّحْنِي الخَالِي دَ الرْوَاح؟ هاااا، شْلاَقْمَك رَاهُم وَلّاوْ مْدَلْدْلِين... هااا، وْدِينَاتَك وَلّاوْ مْقَلْشِين بْحَال يْلا تْقُول هَازّين الفَاتْحَة... هااا، عْوِينَاتَك وَلاّوْ بْحَال دِي شِي وَاحَد مَخلُوع مَن السْبَع، وَالمَنْخَار سَف لَك لُوجَه... إيوَا نْزِيدَك أوْ نْسْكُت؟
- عَرْفْتِي ألشّي عَجُّوج شْمَاشِي يْجِيك مْلِيح، شْمَح لَك الله مَن هَادْ المَجْيَة، بَاطَل هِير مَاشِي تْهَبّط عْلِيّ الشُّوشَة.
- أغِير كَنْضْحَك مْعَك ألسّي پِنْحاس، وَسّع خَاطْرَك شْوِيّش. جَدّك شْلُومُو كَان يَطْلَق البَشْرَة وْقَشّابْتُو وَاسْعَة.
- وْعَاد كَتْقُولْهَا بُوزْهَك احْمَر... إيوَا بَااااااج!
تململ الحاج عزوز في مكانه ثم انعطف بالموضوع منحى آخر، ولعله يريد أن يفتح أفقا جديدا:
- يَاك دَابَا شْوِيَة لا بَاس وْكَان ألسّي پِنْحاس؟
- نْعَبّي بَاشَك، كِيف مَا كَان الحَال احْشَن مَ البَارَح، هَذَا الْحَق.
- إيوَا شْمَاشِي نْقُل لّك، المَرْض بَالْقَنْطَار وَالشْفَا بَالاُوقِيَة. انْ شَاء الله المْعَلْقَة تْطّيح وَالمَرِيض يْصِيب الرّاحَة... غِير وْكَان عُود تَعْتَق رُوحَك بَالتْشِيشَة دَ الشْعِير وَفْلِيُو بَاش يَتْوَرْدُو لَك الحْنَاك شْوِيَش، رَاك رْجَعْتِي مَسْلُوت بْحَال النّمْس هههه.
- مَا شكْمَانَا وْكَان الشّي عجّوج، كَايْن شِي مَا نْقْضِيوْ أوْ هِير الفَرْشِي؟
- الله يْشَد لَك فَ الصْحِيحَة ألسّي پِنْحاس يْلاَ مَا تدّير شِي طْلِيلَة عْلَى هَاذ المَتْعُوسَة د هَاد الماكَنَة، كَانْت مَا كَتْفَرّط شِي فْ دَقِيقَة وَحْدَة، بَالْحَق هَاذ الاِيّام حَسِّيت بِهَا بْطا مَ الْفَكْرُون.
- إيوَا اللّهُمَّ التْقَالَة وَالرْجَانَة وَلا بُوطَجْطَاج وْخَفْةْ العْقَل!
- لاَ ألسّي پِنْحاس، السّاعة هِي السّاعَة، مَا شِي غِير أجِي وْقُل عَنْدِي سَاعَة.
- بُوه بُوه، وَاش نُو المَطْلُوب مَنّي دَابَا؟
- شُوفْ يْلا كَايْن شِي مَا تْرِيڴَل فِيهَا.
- الّا ألشّي عَجّوج، مَا نْقْدَرْش نْبَقْسَس لْهَا فَ المْشيرْنَات، الشّاعَة مَ الأحْشَن تَبْقَى عَجْبَا.
"عَزْبَة؟" تساءل الحاج عزّوز مع نفسه. ثم بعد فترة تأمل لم تدم طويلا، تأكد له أن فكرة النبش في رحم الساعة يعني فتق بكارتها. وهذا يعني، أنها لم تعد صالحة للاستعمال رغم أنه لا يستعملها إلا لكي يباهي بها أقرانه.
- مَا عَنْدْنَا كَسَار ألسّي بِنْحَاس، غِير وْكَان شْنُو هو المَعْمُول؟
- إيوَا شْمَاشِي نْقُل لّك الشّي عجّوج، جَابْ لِي شَاحْبِي شِي شْوَايَع مَنْ شْوِيشْرَا دَ الفْرِيع الفَرْعَانِي... هَااا، وَالله هِير خرّجْتْهُم مَ الْبَاكِيطَة يْلا بْقِيت مَبْهُوط وْمَا عْرَفْت بَاش تّبْلِيت... أَرَى قَرّب وَدْنِيك الْعَنْدِي تَسْمَع: تِيك تَاك، تِيك تَاك، تِيك تَاك...
- سْمَعْت السّي بينحاس بَاللّي كَايْن شِي سْوَايع كَيْڨَنْڨْنُو بْحَال النْحِيلَة، وْمَا كَيْحْتَاجُو لا الْتَعْمَار وَلا سِيدي زَكْرِي؟
- هَذَا كْلام الشْبْيَان الشّي عَجّوج، الشّاعَة دِي مَطْلُوبَة دَابَا فْ الْعَالَم كِيلُّو، هِيَ الشّاعَة دَ الشُّون... الكَادَر فَضّة، وَالْمْوَارَا يَاقُوت، وَالْمِيجَان خْمَاشِي... أمّا دِيك الْقْشِيوْشَات دِي عَاشُورَا رَاهُم هِير دّاوْ الشّنْعَة.
استخرج واحدة من علبتها، أعطاها للحاج عزوز؛ فأخذ يقلّبها بين يديه: "هَاذِي هِيَ السّاعَة وَإلاّ فَلا!" قالها في نفسه ، رغم أن الزمن لا أهمية له بالنسبة له. له حمارٌ يركبه، وبقرةٌ يحلبها، وبيت يأويه، وزوجة تهيّء له الطعام والفراش. وعندما يسمع المنادي يتوضأ ويخرج للصلاة. كل أيامه متشابهة. لكن، رغم ذلك، هو حريصٌ على ضبط الزمن، إنما على الساعة فحسب!
- قُل هِيَ سَاعَة مَا لِيهَا مْثِيل وَخْلاص ألسّي پِنْحاس؟
- بْلا مَا نَقْرَاوْ الجّبُور أمُولاي، أنَا كَنْبِيع الرْجَانَة وَالدِّقة.
- قُل الدَّقَّة عْلَى النّيف وْمَا تْقُول شِي حَاجَة اخْرَى هههه.
- هَا احْنَا بْدِينَا عَاوْد فَ التّعْنَاج.
- أغِير كَنْتْمَلّغ مْعَك ألسّي پِنْحاس.
- حَتى انَا هِير رَاسَق لِي هَاذ النْهَار وْقُلْت مْعَ رَاسِي نَتْفَلّى مْعَاك شِي شْوِيّش.
- يَلاوْنّي رَاك قْجَايْمِي مْعَ رَاسَك، مَا عَنْدِي مَا يْتُّوسَال لّك ألسّي پِنْحاس.
- عْلاش مَا نَاشِي شَفْريوي... وَنْجِيدَك هااا، زَدِّي رَاه ضْرَب الْڴيطون هْنَا قْبَل مَن زَدّك بْقَرْن وْغَجّالَة... وْشَوّل عْلَى رَاشَك قْبَل ما تْقول رَانِي هِير كَنْجْفَط عْلِيك.
- لَواه لَواه السّي بِّينْحّاس زّدْتِّي فِيه بَزّاف وَشْوِيّش، صَفْرُو كانُوا فِيه مّالِيه، وَنْهَار جَاوْ جْدُودَك مَنْ الشّرْقْ اسْتَقْبْلُوهُم اهَل صَفْرُو وْكَرْمُوهُم صَحّ مَا يَتْمَكّن، وِيلاَ قُلْتِي شي حَاجَة أخْرَى عْرَفْ باللّي باللّي رَاك غِيرْ كَتْخَرْبَق؟
- مَا عَنْدْنَا كَسَار، آش يْحَبْ الخَاطَر دَابَا؟
- حَبّيتْ سَاعَة مَا لَيهَا مْتِيل، غِير وْكَان عَاوَط شِي شْوِيّش فَ التّمَن.
- اشْمَع ألشّي عَجُّوج، وَالله يْلاَ فَلّتِّي هَاذ الهَمْجَة مَا تَقْبَط هِير فَ الرِّيح مْعَ التّشْرِيح... هااا، والله وْسَافُوهَا شْحَابَك حَتّى يْهَرْشُو شْوَايْعْهُم بَالحْزَر.
ابتسم پِنْحَاس وهو يقول هذا. ضم يده إلى صدره وأخرج ساعته. إنها تشبه الساعة التي يعرضها الآن للبيع. فلما رآها الحاج عزّوز أعجبته وقرر في نفسه أن يضيفها إلى سلسلة الساعات الأربع أو الخمس التي يمتلكها.
- شْحَال وْكَان هَاذ العْرُوسَة؟
- تَمَنْهَا عْجِيج، حِيت مَشْنُوعَة فَ شْوِيشْرا.
- رَاك تَرْطّب وْتَاكُول الشُّوك ألسّي بِنْحَاس!
- هِيَ حَبّيتِينِي نْبِيعْهَا لَك بْطَرْف شَلّق؟ إيوَا رْبَحْنَا مْعَك بَكْرِي!
- لَوَاه وْكَان دِير شْوِيّش دَ المْرُوّة.
- بُوه بُوه، أنَا هْنَا نْبِيع الْفْرِيع الْفَرْعَانِي مَا شِي الزّمّاخ. هِير وْكَان نْجِيدَك حَاجَة، التّعْمَار هِير بَالْقَاعِدَة وَالتّاوِيل، وَإلّا...
- وإلاّ شْنو زعْما؟
- وَإلاّ الشّكْتَة الْقَلْبِيَة!
"السكتة القلبية؟" تساءل الحاج عزوز في خاطره ولم يزد حرفا.
أدى ثمنها بصمت ثم دسّها في جيبه وانصرف.
وضع بنْحاس النقود في جيبه ثم أخذ يدندن:
آنْطَرَانْ تْشِي إلاّاااا
هَارُوووون هُوَ وْلِيدُو
آ اللاّيْ لُوياااا
شَابَحُون إِشْمُووووون...
إيوا تعالى اشرح ما هو أنطْرَانْشِي، وما هو شَابَحُون إِشْمُووووون هههههه
تحياتي وتقديري واحتراماتي لجميع النقايمية دي صفرو هههههه
: الكاتب