2020-12-14

من مدينة طنجة إلى مدينة صفرو

sefrou_image

كنت عائداً من مدينة طنجة إلى مدينة صفرو
وعلى الطريق أعطيت أوراق السيارة إلى موظف الدرك الملكي
ففتح وقرأ :
الاسم الكامل: فولان بن فولان . ‘ مكان الولادة :#صفرو#/ الجنسية : *مغربية*،
– فقال : “كيف هي *صفرو* ؟”.
– فقلت : “بخير والحمد لله.. ونرجو الله أن تبقى كذلك”.
– منذ متى وأنت تعيش في مدينة طنجة ؟
– منذ عشرين سنة تقريبا.
– متى زرت *صفرو* آخر مرة ؟
– منذ شهور فقط.
فنظر إلي وهو يبتسم وسألني : “أيهما تحب أكثر *صفرو* أم طنجة ” ؟
فقلت له : “الفرق عندي بين *صفرو* و عروسة الشمال (طنجة) كالفرق بين *الأم* و *الزوجة*…
فالزوجة أختارها، أرغب بجمالها، أحبها، أعشقها، تخدمني،… لكن لا يمكن أن تنسيني *أمي*…
*الأم* لا أختارها… ولكني أجد نفسي ملكها، أخدمها، لا أرتاح إلا في أحضانها، ولا أبكي إلا على صدرها، وأرجو الله ألا أموت إلا وهي راضية عني”.
فأغلق أوراق السيارة ونظر إلي باستغراب وقال : “نسمع كثيرا عن ضيق العيش في *صفرو*، فلماذا تحبها ؟”.
قلت : “تقصد *أمي* ؟”.
فابتسم وقال : “لتكن *أمك*…”.
فقلت : “قد لا تملك *أمي* ثمن الدواء ولا أجرة الطبيب، لكن حنان أحضانها وهي تضمني ولهفة قلبها حين أكون بين يديها تشفيني”.
قال: “صف لي *صفرو*

فقلت : “هي ليست بالشقراء الجميلة، لكنك ترتاح اذا رأيت وجهها… ليست بذات العيون الزرقاء، لكنك تشعر بالطمأنينة إذا نظرت إليها… ثيابها بسيطة، لكنها تحمل في ثناياها الطيبة والرحمة… لا تتزين بالذهب والفضة، لكن في عنقها عقد من سنابل القمح تطعم به كل جائع… سرقها اللصوص ولكنها مازالت تبتسم”

منقول
الحمد لله أني *صفريوي* …و أعتز بها… و افتخر ❤️

: الكاتب



عدد المشاهدات : 1681

← رجوع


© Sefrou.com 2020