2020-12-14

مهرجان حب الملوك

sefrou_image

تاريخ المهرجان
بعد انتشار غراسة شجرة حب الملوك في بساتين مدينة صفرو، وللتعريف بها خارج المنطقة وترويج منتوجها على الصعيد الوطني، وكعادة بعض المدن في أوربا خصوصا في فرنسا فكر المعمر في خلق مهرجان هو الموسم في العرف المحلي من أجل الاحتفال بغلة هذه الشجرة التي تأصلت في تربة غير تربتها. وكان أول احتفال في حانة سيطلق عليها فيما بعد (مقهى حب الملوك) ستتحولإلى مقر لفرع البنك المغربي للتجارة الخارجية، ونظرا للإقبال الذي صادفه الاحتفال نقل في السنة الموالية إلى حديقة المسبح البلدي فوجد إقبالا أكبر، وبعدها سيفكر الأعيان والمعمرون في إعطاء الاحتفال طابعا رسميا من خلال تأسيس لجنه تشرف عليه منذ سنة 1919 وتتجدد كل سنة.
فبالرغم من أن مهرجان حب الملوك تأسس خلال الوجود الفرنسي بالمنطقة، فقد كان الصفريويون وسكان الضواحي يعيشون سنة كاملة على شوق التمتع بحفل موسم حب الملوك كما يطلق عليها محليا، فتمتلئ المدينة عن آخرها وينسى الفلاح والراعي والعامل همومه ويبتعد التاجر والموظف والصانع التقليدي عن مشاغله، ويستسلم الكبير والصغير والرجل والمرأة للفرجة.
كانت الملكة في بداية المواسم الأولى يتم تجسيدها من خلال دمية، ثم تطوعت الفرنسيات واليهوديات كملكات لحب الملــوك، وبعدها اشتد التنافس عندما ولجت حلبة المنافسة فتيات مسلمات. وقد منحت مرحلة الحماية وفترة ما بعد الاستقلال إلى حدود النصف الأول من السبعينات على الأقل قيمة مضافة من الجانب الإنساني الكوني لقيم التعايش والتسامح باعتبار الجالية المسيحية التي انضافت إلى المجموعات السالفة. ولهذه القيم النبيلة التي نظمت روح العلاقات بين مختلف الفئات الاجتماعية الصفريوية. لقد جسد الاحتفال ومشاركة كل الأجناس والأديان في الاحتفال إحدى الملامح الحضارية والإنسانية التي عرفت بها مدينة صفرو . فالتسامح والتعايش والتساكن طبع الاحتفال كما كان يطبع أحوال الناس في سائر الأيام الأخرى بالاندماج السكني والسكاني بأحياء زمغيلة ولمربع والشباك داخل الأسوار والمدينة الجديدة حيث تساكنت وتجاورت عائلات مسلمة ويهودية ومسيحية. وهذا ما أعطاه التنوع الذي عرف به في البدايات الأولى، وهو نفسه الذي رسخه كتقليد فرجوي قصده المغاربة من كل جهات البلاد . لقد كان فرصة للإبداع و استعراض الجمال, وفرصة لعرض أحسن المنتوجات وتكريم أحسن المنتجين، فأصبح مطلب التجديد مطروحا من طرف أكثر من جهة .

أنماط تسيير مهرجان حب الملوك :
التسيير من خلال لجنة الحفلات :
مند السنوات الأولى لموسم حب الملوك فكر الأعيان والمعمرون في إعطاء الاحتفال طابعا رسميا تشرف عليه لجنة تتجدد كل سنة منذ إنشاءه ولكن ومع بداية الألفية الثانية تعدد الانتقادات للجنة المنظمة والتي كانت في الغالبية تتكون من مستشارين جماعيين وبعض الوجوه النافدة بالمدينة والتي كانت تسهر على تنظيم موسم حب الملوك في كل فقراته وكانت تسهر على جمع الموارد اللازمة لسد النفقات من مساهمة تجار وأعيان المدينة وكذا الرسوم المفروضة على الباعة المحليين والوافدين على المدينة، إلا أنه مع التطور الذي عرفته المملكة على الصعيد الإداري، فقد أصبحت اللجنة تفتقد مع بداية الألفية الثالثة للأهلية القانونية للتصرف في المال والعقاروهو ما أكدته تقارير المجلس الجهوي للحسابات. الأمر الذي حذا بالمنظمين إلى تبني مقاربة أشمل وأكثر انفتاحا على المحيط السوسيو- ثقافي وأكثر انسجاما مع المقتضيات القانونية ، وهذا من خلال التسيير عن طريق منظمات وجمعيات المجتمع المدني.

التسيير من خلال جمعيات المجتمع المدني:
مكن ميثاق 1976 من نقلة نوعية للسلطة المنتخبة باختصاصات جديدة وقدراتمالية وموارد بشرية وإمكانيات مادية وتراكم خبرات لجنة الحفلات(Le Comité des Fêtes ) في إغناء هذه الأخيرة،هذه اللجنة التي كانت تشرف على تنظيم فقرات المهرجان الى حين التوجه نحو اشراك المجتمع المدني،وقد توج هذا التوجه بتأسيس “جمعية حب الملوك”سنة 2006، لتتكفل بتنظيم الموسم “الفيشطة”وهي مبادرة حميدة لأن اللجنة تفتقد الأهلية القانونية للتصرف في المال والعقار. وفي نفس هذه الفترة تم إطلاق مسلسل انفتاح الموسم "الفيشطة" حيث تحولت إلى مهرجان تيمنا بموجة المهرجانات التي تأسست في مجموعة من المدن و المناطق المغربية، عوض التمسك بالخصوصية التي تكمن كذلك في التسمية. كما أن عملية اختيار ملكة حب الملوك لم تعد مقتصرة على المدينة بل صارت تشمل كل المدن المغرببية، وسجلت في نفس الوقت محاولة تغيير الاسم واستبداله بملكة جمال المغرب. وكل هذا من شأنه أن يفقد الموسم “الفيشطة”شرعيتها ويقتل خصوصيتها التي أكسبتها الشهرة وطنيا والآن عالميا والتي تميزها عن الجيل الجديد من المهرجانات التي اقتبست الشيء الكثير منها.
جاء تأسيس جمعية أطلق عليها اسم « Event » أو الحدث بالانجليزية سنة 2010، تعنى بتنظيم المهرجانات والمواسم على صعيد إقليم صفرو. وكما كان منتظرا فقد دخل المولود الجديد مباشرة في تنافسية مع جمعية حب الملوك المحلية التي رأت في المبادرة أداة للتقليص من مساهمة الفعاليات المحلية، والتحكم في مهرجان حب الملوك. ومما لوحظ على جمعية « Event »، اتخاذها للمهرجانات الحديثة مرجعية على حساب الموروث الثقافي الذي يزخر به أعرق موسم بالمغرب، كما حرصت على تنظيم مهرجان حب الملوك بتزامن أو بعد انتهاء فعاليات مهرجان فاس للموسيقى الروحانية للاستفادة منه أو لتفادي تنافسيته الشيء الذي يفقده استقلاليته في كلتا الحالتين. ومرد هذا التردد بالخصوص إلى غياب تاريخ محدد لانعقاد المهرجان تتحكم في تعيينه يناعة فاكهة الكرز. وفي غياب دورية تنظيم المهرجان فانه يصعب إدراجه ضمن شبكة المهرجانات والمحطات السياحية سواء بالنسبة للمغاربة أو الأجانب.
الرعاية السامية و التصنيف

وجاءت سنتي 2010 و 2012 لتغيرا مجرى الأحداث إذ دخل المهرجان منعطفا هاما الأول هو الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله و أيده و الثاني تصنيف المهرجان تراثا ثقافيا لاماديا للإنسانية.
الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله و أيده لمهرجان حب الملوك :
إن من أهم مميزات تنظيم مهرجان حب الملوك انه أصبح منذ الدورة التسعين يحظى منذ سنة 2010 حضي مهرجان بالرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله و أيدهوهو ما أعطاه دفعة كبيرة ودعما قويا ووسع من إشعاعه وطنيا ودوليا.
تصنيف المهرجان ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية من طرف اليونسكو :
كانت قد قررت كما هو معلوم منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “يونسكو” على إثر الدورة السابعة لاجتماع اللجنة بين الحكومية المكلفة بالمحافظة على التراث اللامادي المنعقدة من 3 إلى 7 دجنبر 2012 بالعاصمة الفرنسية باريس، قررت تصنيف مهرجان حب الملوك الذي تنظمه مدينة صفرو منذ 1919 تراثا ثقافيا لاماديا للإنسانية. وقد تم هذا التصنيف بطلب من وزارة الثقافة المغربية بناء على الملف الذي أعدته لهذا الغرض بلدية صفرو بدعم من السلطات المحلية و المجتمع المدني وفق الشروط والمعايير المعتمدة. ويعد هذا الاعتراف تشريفا للمدينة والمغرب ككل الذي يتنامى الإقرار العالمي بعراقة وتنوع وخصوصية وقيمة موروثه الثقافي والتاريخي، ومن شأن هذا التصنيف أن يثمن المؤهلات السياحية لمدينة صفرو الألفية المتميزة بتاريخها القديم ورصيدها الثقافي المادي واللامادي.
تمويل المهرجان
في السابق كان تنظيم المهرجان يعتمد على الوسائل الذاتية للبلدية بالإضافة إلى بعض المنح التي يتلقاها من بعض المؤسسات العمومية. إلا انه خلال السنين الأخيرة، عرف تدبير المهرجان قفزة نوعية على مستوى البحث عن مصادر جديدة للتمويل و مأسستها عن طريق الشراكات مع المؤسسات العمومية وعقود الاستشهار الذي تساهم فيه كبريات المؤسسات الاقتصادية الوطنية .

الشراكات والاستشهار : دور أساسي في إنجاح المهرجان وإشعاعه:

فقرات المهرجان :
يتضمن فقرات متنوعة ثقافية وفنية ورياضية واقتصادية وترفيهية تمتد على مدى أسبوع كامل، لكن تبقى اللحظات الأقوى هي الفقرات التي تعرفها الثلاثة أيام الرسمية للمهرجان والتي تنطلق بمراسيم تتويج ملكة حب الملوك.

حضور المهرجان في تظاهراتأخرى (محلية و دولية ).
مشاركة مهرجان حب الملوك في مدينة فينيولا الايطالية.
مشاركة مهرجان حب الملوك بموسم طنطان .
مشاركة مهرجان حب الملوك بإمارة الشارقة.
كما قدم ممثلون عن مهرجان (حب الملوك) الذي تحتضنه مدينة صفرو منذ نحو 95 سنة، والذي يعد من أقدم المهرجانات التراثية الدولية المنتظمة، لمحة عن هذا المهرجان، واستعرضوا بهذه المناسبة التدابير التي تم القيام بها من أجل الوصول إلى تصنيف المهرجان كتراث ثقافي لا مادي للإنسانية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).

التغطية الإعلامية .
بالإضافة إلى التغطية التي يحظى بها المهرجان من طرف المنابر الإعلامية الوطنية والدولية المكتوبة منها والمسموعة والمرئية، فان تنظيم المهرجان يتميز أيضا بمساهمة قيمة لشركاء إعلاميين للتعريف بالمهرجان والترويج له.

: الكاتب



عدد المشاهدات : 1878

← رجوع


© Sefrou.com 2020